شبكة قدس الإخبارية

محلل سياسي إسرائيلي: نتنياهو ارتكب خطأ فادحًا بشأن غزة وسندفع ثمنه 

vlcsnap-2023-07-15-19h27m55s134-640x400

 

ترجمة عبرية - شبكة قدس: اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي إيهود يعاري أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، ترتكب خطأً استراتيجيًا فادحًا بالسماح لكلٍّ من تركيا وقطر بالتغلغل في قطاع غزة عقب وقف إطلاق النار. وقال يعاري إن هذا التوجه يعكس ارتباكًا سياسيًا عميقًا داخل أروقة الحكم في حكومة الاحتلال، محذرًا من أنه قد يشكل “النتيجة الأسوأ لحرب السابع من أكتوبر”، إذ يمنح الغطاء والشرعية لبقايا حركة حماس في القطاع بدلًا من إضعافها.

وأشار يعاري إلى أن الفكرة الجوهرية التي رافقت النقاش الإسرائيلي طوال العام الماضي، بل منذ ما قبل الحرب، كانت تقوم على تشكيل ائتلاف إقليمي من دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، إلى جانب مصر والولايات المتحدة ودول أوروبية، ليتولى مسؤولية إدارة “اليوم التالي” في غزة. وأوضح أن هذه الرؤية كانت أساس خطة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والتي استندت إليها مبادرة ترامب ذات العشرين بندًا، بوصفها المسار الأمثل لإعادة تشكيل الواقع في القطاع ضمن ترتيبات أمنية وسياسية تضمن تحييد حماس.

وأضاف أن ما يحدث الآن يمثل انقلابًا على هذا المسار، إذ وافقت "إسرائيل" فجأة، كما يقول، على إدخال الأتراك والقطريين إلى الساحة الغزية، ليس نتيجة لحسابات استراتيجية مدروسة، بل بسبب “إعجاب ترامب بالسخاء القطري وشخصية أردوغان”، على حد تعبيره. ويرى يعاري أن السماح لهاتين الدولتين، اللتين تعدان الداعمتين الرئيسيتين لحماس سياسيًا وماليًا، بالتمركز في غزة، يعني تمكين الحركة من إعادة بناء نفوذها تحت غطاء إنساني واقتصادي جديد.

وكشف يعاري أن قطر بدأت تنفيذ مشروع لمدّ خط سكة حديد بين ميناء العريش المصري ومعبر رفح، لتسهيل نقل البضائع والمساعدات إلى القطاع دون رقابة إسرائيلية، فيما أدخلت تركيا منظمة “IHH” التي كانت مسؤولة عن “أسطول مرمرة” الشهير عام 2010. وبيّن أن أنقرة عيّنت منسقًا للمساعدات الإنسانية لغزة، وأن مئات الأطنان من المعدات التركية تنتظر إدخالها عبر سيناء، بينما تمر من المعابر الإسرائيلية كميات كبيرة من الوقود وزيوت الطهي القطرية بشكل شبه يومي.

ويرى يعاري أن هذه التطورات تجري في وقت ترفض فيه حماس التخلي عن سلاحها أو القبول بشروط رئيس السلطة محمود عباس لتوحيد النظام السياسي الفلسطيني بسلاح واحد. وبحسب تقديره، فإن قيادة حماس اتخذت قرارًا استراتيجيًا بالتركيز على البقاء كقوة قائمة رغم الخسائر.

وفي ختام تحليله، شدد يعاري على أن أي رهان على تركيا وقطر لإدارة قطاع غزة هو وهم سياسي وسذاجة أمنية، داعيًا "إسرائيل" إلى عدم الانصياع لرغبات ترامب الشخصية أو لتوجهات مبعوثيه جاريد كوشنر وديفيد ويتكوف. وخلص إلى أن دخول هاتين الدولتين إلى غزة يمثل “فشلًا تاريخيًا لإسرائيل”، قد تدفع ثمنه غاليًا في المستقبل، حين تجد نفسها أمام قطاع تدار فيه حماس برعاية تركية وقطرية كاملة، بدل أن تكون قد أزالتها كما وعدت في بداية الحرب، معتبرًا أن فشل السابع من أكتوبر مستمر.